مرض السكري حالة تتطور تدريجيا، ويختلف علاج السكري المكتشف حديثا اختلافا كبيرا عن السكري الراسخ منذ سنوات عديدة، وتتباين برامج العلاج والأدوية اللازمة تبعا لمدة المرض ومضاعفاته.
يتطلب العلاج الفعال التعاون بين العديد من أخصائيي الرعاية الصحية، بمن فيهم أطباء الرعاية الصحية الأولية، وأخصائيو الغدد الصماء والسكري ومرشدو مرضى السكري وأخصائيو التغذية وأطباء الأطفال وغيرهم، ويجب توجيه المرضى إلى المرفق الصحي وأخصائي الرعاية الصحية الأنسب لهم.
كشف مسح متعمق لأخصائيي الرعاية الصحية (المجلس الأعلى للصحة 2015- 4) أن أخصائيي الرعاية الصحية في قطر يواجهون تحديات في توجيه المرضى للحصول على الرعاية المناسبة في المكان والزمان المناسبين، وتوفر 58% فقط من المرافق الصحية تدريبا رسميا للكادر الطبي في مجال المبادئ التوجيهية المعتمدة دوليا.
وتقوم الاستراتيجية عبر هذه الركيزة بما يلي:
- تقدم نموذجا جديدا لرعاية مرضى السكري بمسارات واضحة: يتم في إطارها فحصهم وتثقيفهم ومتابعة حالاتهم وعلاجهم، وسوف تستخدم جميع مؤسسات الرعاية الصحية المسارات نفسها في التشخيص والعلاج، مما يوفر رعاية متسقة عالية الجودة في المرافق الصحية كافة، وسوف تقدَّم خدمات الرعاية الصحية والدعم من قبل فريق طبي متكامل للرعاية الصحية.
- ستكون مهمة طبيب الأسرة والأطباء العاملين ضمن الرعاية الصحية الأولية الفحص الطبي وتشخيص مرض السكري وتحديد عوامل الخطورة، حيث تقدم الرعاية الوقائية الأساسية والتثقيف الصحي، ويتم تحويل بعض المرضى إلى عيادات وأخصائيي مرض السكري للحصول على رعاية متخصصة.
- يركز أخصائيو الغدد ومرض السكري وأخصائيو الرعاية الثانوية على علاج حالات مرضى السكري المعقدة أو المرضى الذين يعانون من مضاعفات.
- توفر مراكز الرعاية والنوادي الصحية والاستشفاء الفحص والمتابعة السنوية والرعاية الداعمة عبر التثقيف الصحي، وتقديم المشورة وتنسيق الرعاية عبر كوادر بشرية غير طبية مدربة على طرق الوقاية والكشف المبكر لمرض السرطان.
وسوف يتم تزويد المعلومات عبر قنوات مؤثرة لتبين للمرضى سبل الحصول على الرعاية، والمعايير التي يمكن توقعها، ويتم تنسيق الرعاية عبر خطوط هاتفية ساخنة ومنسقين مركزيين، أو عبر تطبيقات الهاتف المحمول.
سوف يتم تدريب كل العاملين في الرعاية الصحية على أساسيات تثقيف مرضى السكري، والكشف المبكر لمرض السكري، وتسجيل المعلومات ومسارات المريض، وبحلول عام 2022 سيصبح هذا العمل ضمن الروتين اليومي لمعظم الأطباء والممرضين والمرشدين وغيرهم من الأخصائيين الصحيين، ويصبحون قادرين على إجراء الفحص فورا إذا لزم الأمر.
إضافة إلى ذلك سيكون لأخصائيي الرعاية الصحية في المؤسسات المختلفة دور واضح ومحدد في رعاية مرضى السكري.
- سوف يقوم أطباء الرعاية الصحية الأولية بمعالجة وعناية أولية لمرضى السكري الذين لا يحتاجون إلى أخصائيين، ويركز هؤلاء الأطباء على تدخلات وعلاجات متعلقة بنمط الحياة لمنع أو إبطاء تطور المرض.
- يركز الممرضون المدربون تدريبا سريريا والفنيون المدربون على ضمان اتباع خطط سنوية لرعاية مرضى السكري وإجراء مراجعة منتظمة للالتزام بالخطة والتقدم في تنفيذها.
- ييسر المرشدون عملية تمكين المريض، ويقدمون التدريبات اللازمة التي تركز على نمط الحياة، ويساعدون المرضى في الإدارة الكاملة لحالتهم الصحية.
- يتلقى المرشدون الدعم من المتطوعين المجتمعيين الذين قد يكونون مرضى آخرين أو مقدمي رعاية أو عاملين اجتماعيين أو غيرهم من الكوادر غير الطبية.
ماذا يعني هذا للمريض؟
ماذا يعني هذا لأخصائي الرعاية الصحية؟